الطريق هو أحد المرافق العامة التي يشترك الناس في الإنتفاع بها؛ لذا يحقّ لكل شخص الإستفادة منه دون أن يتعرّض له أحد بالأذى والضرر، وليس ذلك فحسب بل إن احتاج للمساعدة والعون تُقدّم له دون مقابل، لذا عمد الإسلام إلى إرساء عدد من الآداب التي حثّ المسلمين على مراعاتها والإلتزام بها حال استعمال الطريق
أُشير مسبقاً إلى أنّ الإسلام قد شرع عدداً من الآداب التي يجب أن تُراعى حال استعمال الطريق، وقد ثبتت هذه الآداب في العديد من الأحاديث النبويّة، ومنها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إيَّاكُمْ والجُلُوسَ بالطُّرُقاتِ فقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، ما لنا مِن مَجالِسِنا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فيها، فقالَ: إذْ أبَيْتُمْ إلَّا المَجْلِسَ، فأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ قالوا: وما حَقُّ الطَّرِيقِ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: غَضُّ البَصَرِ، وكَفُّ الأذَى، ورَدُّ السَّلامِ، والأمْرُ بالمَعروفِ، والنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ)
أُشير مسبقاً إلى أنّ الإسلام قد شرع عدداً من الآداب التي يجب أن تُراعى حال استعمال الطريق، وقد ثبتت هذه الآداب في العديد من الأحاديث النبويّة، ومنها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إيَّاكُمْ والجُلُوسَ بالطُّرُقاتِ فقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، ما لنا مِن مَجالِسِنا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فيها، فقالَ: إذْ أبَيْتُمْ إلَّا المَجْلِسَ، فأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ قالوا: وما حَقُّ الطَّرِيقِ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: غَضُّ البَصَرِ، وكَفُّ الأذَى، ورَدُّ السَّلامِ، والأمْرُ بالمَعروفِ، والنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ)
وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَا لَكُمْ وَلِمَجَالِسِ الصُّعُدَاتِ اجْتَنِبُوا مَجَالِسَ الصُّعُدَاتِ، أَمَّا لَا، فأدُّوا حقَّها: غَضُّ البصرِ، وردُّ السَّلَامِ، وإِهْداءُ السبيلِ، وحسنُ الكلامِ).[٤][٢] يُفهم من خلال الأحاديث السابقة أنّ الإسلام قد ذمّ الجلوس في الطريق، فإن عزم المسلم على ذلك فحريّ به مراعاة آداب الطريق،[٥] وفيما يأتي بيان لكل آدب من هذه الآداب:
إماطة الأذى عن الطريق والحفاظ على نظافته حثّ الإسلام على إماطة الأذى عن الطريق كقطع الزجاج، وكل ما قد يُسبب الإنزلاق والتعثّر، وممّا دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (قَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ، في شَجَرَةٍ قَطَعَها مِن ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ)،[٦] وما ثبت عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- قال: (يا نَبِيَّ اللهِ عَلِّمْنِي شيئًا أَنْتَفِعُ به، قالَ: اعْزِلِ الأذَى عن طَرِيقِ المُسْلِمِينَ).[٧][٨] وتجدر الإشارة إلى أمرين:[٨]
أوّلهما: إنّ إماطة الأذى من طريق الناس يعدّ من الإيمان؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:(لإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ).[٩]
ثانيهما: أنّ صور إماطة الأذى من الطريق عديدة ومنها: تجنب قضاء الحاجة في الطريق أو في ظلّ الناس، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ قالوا: وَما اللَّعَّانَانِ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: الذي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ في ظِلِّهِمْ.).[١٠]
الاتبعاد عن استعمال منبه السيارة إلّا للحاجة والضرورة. مراعاة أنظمة المرور والالتزام بها. غض البصر أمر الإسلام بغض البصر وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)،[١١] ويجدر بالذكر أنّ هذا الأمر منوط بالرجل والمرأة على حد سواء،[١٢]
وقد أمر الله -تعالى- به لما يترتب على إطلاق البصر من انتهاك لحرمات الآخرين، وكونه ذريعة لارتكاب الزنا والوقوع فيه.[١] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حثّ الإسلام على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)،[١٣] أمّا حكمه فهو فرض كفاية، إلّا إذا لم يكن هناك من يقوم به فإنّه يصبح فرض عين على كل مسلم قادر عليه.[١٤] ومن صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما يأتي:[١٤] حثّ المتخلفين عن صلاة الجماعة إليها. النهي عن شرب الدخان، والاستماع إلى الأغاني والموسيقى. نهي النساء عن التبرج والاختلاط بالرجال. إفشاء وردّ السلام حثّ الإسلام على إفشاء وإلقاء السلام بين الناس، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ السَّلامَ اسمٌ مِن أسماءِ اللهِ تعالَى وضَعَه اللهُ في الأرضِ، فأفشوا السَّلامَ بينكُم).[١٥][١٦] وتجدر الإشارة إلى أمرين:[١٧] أوّلهما: أنّ السلام تحية أهل الجنة لقول الله -تعالى-: (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا* إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا).[١٨] ثانيهما: أنّ إلقاء السلام وردّه يعد من حقوق المسلم على أخيه المسلم، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا لقيَ أحدُكم أخاه فلْيسلّْم عليه، فان حالتْ بينهما شجرةٌ أو جدارٌ أو حجرٌ ثمّ لَقيهُ فلْيُسلِّمْ عليهِ)،[١٩] وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ).[٢٠]
الاحترام وعدم رفع الصوت حثّ الإسلام على خفض الصوت وعدم رفعه، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)؛[٢١] لأنّ ذلك يعدّ من حسن أدب المسلم، ومن اقتدائه برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، كما أن فيه مراعاة لشعور المسلمين وعدم إيذائهم بالصوت العالي.[٢٢] أشار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى عدد من آداب الطريق التي يجدر بالمسلم الالتزام بها ومراعاتها حال استعمال الطريق، سواء أكان ذلك خلال السير فيه أو الجلوس به، وهذه الآداب: إماطة الأذى عن الطريق، وغض البصر، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إفشاء وردّ السلام، وخفض الصوت وعدم رفعه.
الاحترام وعدم رفع الصوت حثّ الإسلام على خفض الصوت وعدم رفعه، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)؛[٢١] لأنّ ذلك يعدّ من حسن أدب المسلم، ومن اقتدائه برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، كما أن فيه مراعاة لشعور المسلمين وعدم إيذائهم بالصوت العالي.[٢٢] أشار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى عدد من آداب الطريق التي يجدر بالمسلم الالتزام بها ومراعاتها حال استعمال الطريق، سواء أكان ذلك خلال السير فيه أو الجلوس به، وهذه الآداب: إماطة الأذى عن الطريق، وغض البصر، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إفشاء وردّ السلام، وخفض الصوت وعدم رفعه.
Komentar