أما أنواعها فيمكن أن نجمل ذلك بأنها على نوعين اثنين:
الأول: ما كان، وهبيًّا.
والثاني: ما كان كسبيًّا.
أما الوهبي فما يكون بتوفيق الله للعبد، فيفتح الله قلبه للحق، ويبصره به، فيكون مستقيماً، مهتدياً، ويكون هذا الإنسان على جادة، وهدى، وصراطٍ مستقيم.
والنوع الآخر: وهو ما كان من النوع الكسبي، وذلك يحصل بالمجاهدات، والصبر على تطلب العلم الصحيح من مظانه، وكثرة النظر في مصدر الهداية، وهو هذا القرآن، وما يشرحه من سنة رسول الله ﷺ وما كان عليه السلف الصالح في الفهم، والعلم، والاستنباط، والنظر في دلائل الكتاب، والسنة.
أولاً: الإيمان:
والله - تبارك، وتعالى - يقول: وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الأنعام: 99].
ثانياً: تقوى الله - تبارك، وتعالى - والله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا [الأنفال: 29].
فهذا الفرقان هو البصيرة التي يفرق الإنسان بها بين الحق، والباطل، وبين معدن الحق، ومعدن الشبهات.
ثالثاً: هداية الله للعبد، وتوفيقه:
فالعبد بحاجة إلى أن يسأل ربه دائماً أن يرزقه بصيرةً في الدين، وأن يهدي قلبه، وذلك لا يحصل إلا بمنّ الله وكرمه، وهدايته، وتوفيقه لعبده.
رابعاً: الدليل الهادي مع السلامة عما يعارضه:
فالعبد بحاجة إلى الدليل الهادي، مع السلامة عما يعارضه، والقرآن، والسنة هي أدلة هادية، ولكن قد يعرض لذلك شبهات تصرف الإنسان عن الحق، فمن الناس من لا يقف على الدليل أصلاً الذي يوصله إلى مطلوبه من الحق
خامساً: التفكر في آيات الله، ومخلوقاته، وأن يعتبر في ذلك كله:
فحسن التأمل لما نرى، ونسمع من الآيات المشهودة، والمتلوة يثمر صحة البصيرة، كما ذكر الحافظ ابن القيم - رحمه الله
سادساً: أكل الحلال:
فإن أكل الحلال له تأثير عجيب في التوفيق، والهداية للصواب، والحق، ومن الحرام يتولد عمى البصيرة، وظلام السريرة، كما يقول ابن الجوزي - رحمه الله
Komentar